السكري من النوع الأول، أو كما يُطلق عليه أحيانًا "سكري الشباب"، هو مرض مناعي ذاتي يُصيب البنكرياس ويؤثر على إنتاج الأنسولين، مما يجعل الجسم غير قادر على التحكم بمستوى السكر في الدم. على الرغم من أن هذه الحالة تظهر غالبًا في الصغر، إلا أنها قد تصيب أي شخص في أي مرحلة عمرية دعونا نتعمق أكثر لفهم كل ما يتعلق بهذا المرض، من الأعراض إلى العلاجات المتاحة
لكن قبل أن نتابع، لنعد خطوة إلى الوراء لفهم الصورة بشكل أوضح
لفهم تأثير السكري من النوع الأول، يجب أن نعرف أولًا أهمية الأنسولين. الأنسولين هو "المفتاح" الذي يسمح للسكر (الجلوكوز) بالدخول إلى خلايا الجسم لاستخدامه كمصدر للطاقة. في حالة السكري من النوع الأول، يهاجم الجهاز المناعي عن طريق الخطأ الخلايا المنتجة للأنسولين في البنكرياس (خلايا بيتا)، مما يؤدي إلى نقص حاد أو غياب كامل للأنسولين
النتيجة؟ يتراكم السكر في مجرى الدم بدلاً من استخدامه كمصدر للطاقة، مما يتسبب في ارتفاع مستويات السكر في الدم وإجبار الجسم على البحث عن مصادر طاقة بديلة مثل الدهون والبروتينات
علامات السكري من النوع الأول
الأعراض التي تصاحب السكري من النوع الأول قد تكون واضحة أو تدريجية، لكنها دائمًا تشير إلى وجود خلل في استقلاب السكر بالجسم. من أبرز هذه العلامات
عطش غير طبيعي: يشعر الشخص بحاجة دائمة لشرب الماء بكميات كبيرة
جوع متكرر رغم تناول الطعام: الجسم لا يستطيع استخدام السكر الموجود، مما يُبقي الخلايا في حالة "جوع"
فقدان الوزن دون سبب واضح: يلجأ الجسم إلى تفكيك الدهون والبروتينات للحصول على الطاقة
تعب دائم: نقص الطاقة في الخلايا يؤدي إلى شعور بالإرهاق المستمر
رؤية مشوشة: ارتفاع السكر يؤثر على السوائل داخل العين
التهابات متكررة: مثل التهابات الجلد أو المسالك البولية
في حالات متقدمة، قد تظهر أعراض أكثر حدة، مثل
تنفس سريع ومجهد
رائحة فاكهية في النفس
آلام في البطن
ما الذي يسبب السكري من النوع الأول؟
السكري من النوع الأول ليس ناتجًا عن عادات غذائية سيئة أو نمط حياة غير صحي كما هو الحال في النوع الثاني. السبب الرئيسي هو خلل في جهاز المناعة يجعل الجسم يهاجم خلايا البنكرياس المسؤولة عن إنتاج الأنسولين
عوامل قد تزيد من خطر الإصابة
التاريخ العائلي: وجود قريب من الدرجة الأولى مصاب بالسكري من النوع الأول يزيد احتمالية الإصابة
العوامل الوراثية: بعض الجينات تزيد من قابلية الإصابة
العوامل البيئية: مثل التعرض لبعض الفيروسات
كيف يؤثر السكري على الصحة؟
إذا لم يتم التحكم في مستوى السكر في الدم بشكل جيد، يمكن أن يؤدي السكري من النوع الأول إلى مضاعفات طويلة الأمد مثل
أمراض القلب والشرايين: ارتفاع خطر الجلطات والنوبات القلبية
مشاكل الكلى: قد تصل إلى الفشل الكلوي في الحالات المتقدمة
تلف الأعصاب: مما يسبب ضعف الإحساس بالأطراف
اعتلال الشبكية: يؤثر على الأوعية الدموية في العين، مما يهدد بفقدان البصر
كيف يُشخص السكري من النوع الأول؟
تشخيص السكري من النوع الأول يعتمد على فحوصات الدم لتحديد مستويات السكر
اختبار الهيموغلوبين السكري (A1C): يعطي فكرة عن متوسط مستوى السكر خلال الأشهر الثلاثة الماضية
اختبار السكر الصائم: يُجرى بعد صيام لمدة 8 ساعات لتقييم مستوى السكر الأساسي
اختبار السكر العشوائي: يُؤخذ في أي وقت لتحديد مدى ارتفاع السكر
ما الخيارات العلاجية المتاحة؟
لا يمكن علاج السكري من النوع الأول نهائيًا، لكنه يمكن التحكم فيه بفعالية. يعتمد العلاج على
حقن الأنسولين: تُعد ضرورية لتعويض نقص الأنسولين في الجسم. تتوفر أنواع متعددة من الأنسولين لتلبية احتياجات الجسم اليومية
مراقبة مستويات السكر: باستخدام أجهزة قياس السكر المنزلية أو أجهزة المراقبة المستمرة
اتباع نظام غذائي متوازن: يساعد في الحفاظ على استقرار مستويات السكر
النشاط البدني: التمارين الرياضية المنتظمة تُحسن حساسية الجسم للأنسولين
هل يمكن الوقاية من السكري من النوع الأول؟
للأسف، لا توجد طريقة مؤكدة للوقاية من السكري من النوع الأول، لكن الأبحاث مستمرة لتطوير علاجات تقلل من تأثير المرض وتُحافظ على خلايا البنكرياس
الخلاصة
السكري من النوع الأول قد يكون تحديًا يوميًا، لكنه لا يعني نهاية الحياة الطبيعية. مع الالتزام بالعلاج المناسب ومتابعة الحالة بشكل دوري، يمكن للمصابين أن يعيشوا حياة مليئة بالصحة والنشاط. إذا كنت تعاني من أي أعراض مشابهة، فلا تتردد في استشارة طبيب مختص للتشخيص المبكر
إذا كنت تبحث عن مركز متخصص لعلاج السكري في الرياض يوفر لك رعاية شاملة وفريقًا طبيًا مميزًا، زر مركز دياكير أو احجز موعدك الآن